جزيرة مالطا من جزر المتوسط المعروفة والتاريخية والقريبة ايضا من عوالم كثيرة وشعوب لا تحصى ولا تعد من شمال افريقيا (خصوصا ليبيا وتونس) الى اوروبا وايطاليا والعالم العربي بشكل عام. وهي على صغرها نسبة الى جزيرتي قبرص وكريت في اليونان جزيرة جميلة تتمتع بجميع المواصفات التي يتمتع بها أي موقع سياحي ممتاز على طول سواحل البحر الابيض المتوسط الجميلة. وقد رفض المالطيون الطليان والفرنسيين وحضنوا الإنكليز تاريخيا، مما ترك خليطا فريدا من النواحي الحضارية والتراثية والثقافية معماريا وفنيا. تضم الجزيرة ثلاث جزر مأهولة بالسكان وهي كومينو ومالطا وغوزو
30 الف نسمة وجزرا اخرى غير مأهولة مثل كوميينوتو والقديس بولص وفلفلة، لكن اهم المناطق في الجزيرة
(التي ترتبط جغرافيا بافريقيا وسياسيا باوروبا عبر الاتحاد الاوروبي، وهي عضو في دول الكومنولث) من الناحية السكانية، هي العاصمة فاليتا التي يتعدى عدد سكانها العشرة آلاف نسمة ثم مدينة بير كاركارة التي تضم ما لا يقل عن
30 الف نسمة حاليا ومدن سليمة وفكتوريا سانت جوليان وحمرون وبيرزبوغ. ولطالما اعتبرت مدينتا سليمة وسانت جوليان امتدادا طبيعيا وجغرافيا وتجاريا وثقافيا للعاصمة فاليتا لمحاذاتهما لها.
ويتم التنقل بين هذه المدن والجزر عبر المروحيات والحافلات البريطانية القديمة والعبارات. ولا بد من الذكر هنا ان، منظمة اليونسكو اعتبرت ثلاث مناطق من مناطق الجزيرة جزءا من التراث العالمي او الإنساني وهي فاليتا العاصمة المشهورة والمعروفة بأزقتها الضيقة والصغيرة المرصوفة بالحجارة القديمة جدا ومعبدا ميغاليث (
من العصر الحجري) وحال صافليني (
عمره ثلاثة آلاف سنة). ويبلغ عدد سكان الجزيرة حوالي اربعمائة الف نسمة، لذا تعتبر من اكثر المناطق اكتظاظا بالسكان الذين يقطنون المدن في معظمهم. وتبلغ نسبة الكثافة حوالي
1200 نسمة للكم المربع. ولا يشكل الاجانب كما تقول الموسوعة الحرة، سوى
5 في المائة جلهم من الجالية البريطانية من الإنكليز والاسكوتلنديين والآيرلنديين المتقاعدين. وتقول الموسوعة في هذا الإطار ان: غالبية سكان مالطا هم من مسيحيين كاثوليك. هناك عدد ضئيل من الأديان الأخرى في البلاد. تأثير الكنيسة كبير في سياسة الدولة الداخلية
بأية حال فإن الجزيرة تقدم خدمات سياحية ممتازة وحديثة ومتنوعة. ومن متاحفها ومواقعها المهمة والمعروفة متحف "
رومان هاوس"
Roman House في الرباط. ويضم المتحف اهم الفسيفساء الرومانية في منطقة البحر المتوسط الى جانب فسيفساء بومباي وصقلية. والـ"ن
ورمان هاوس" الذي تم بناؤه خلال القرن الخامس عشر. اضف الى ذلك
"فلينا بالاس"
Vilhena Palace المشهور بمدخله المذهل. وبين الرباط والمدينة هناك حدائق محلية جميلة جدا تدعى حدائق "
هاورد"، تعتبر الاكبر في الجزيرة مما يمنح السائح فرصة للتنفس والتمتع بشتى انواع النباتات. وللمغرمين بالتاريخ الروماني هناك فيلا "كاسا تاستافيراتا"
Casa Testaferrata، التي يعتقد ان موقعها كان معبدا للإله الروماني ابولو.
كما بإمكان السائح التمتع بزيارة كاتدرائية القديس بول التي يسهل رؤيتها من الكثير من المواقع في الجزيرة، وتعتبر الكنيسة تحفة فنية نادرة وانيقة الطراز تعود الى الحقبة النورمانية. وقد تعرضت الكنيسة للأضرار جراء الهزة الارضية التي تعرضت لها الجزيرة عام
1693. يقال ان اسم الجزيرة مالطا، يتدرج من كلمة "
ميلي" في اللغة اليونانية والتي تعني "
العسل" او العسل الحلو.
إذ ان الجزيرة معروفة جدا ومشهورة منذ قديم الزمان بعسلها الممتاز والمتميز، وليس غريبا ان يطلق عليها اسم "
بلاد العسل". وقد تم استيطان الجزيرة حوالي
5200 قبل الميلاد، من قبل سكان جزيرة صقلية شمالا في البدايات. وقد خضعت للحكم الفينيقي والقرطاجيين عام
400 قبل الميلاد. وكان
الفينيقيون يستخدمون الجزيرة لإنتاج الزيتون ومشتقاته والاقمشة وغيرها من بضائع العالم القديم من مآكل وخيرات. وقبل السيطرة العسكرية البيزنطية كانت روما صاحبة القرار في الجزيرة ايام الامبراطورية، وتواصل هذا الحال مع بريطانيا العظمى التي استخدمت الجزيرة في القرن التاسع عشر وايام الحرب العالمية الثانية كمحطة رئيسية لاساطيلها البحرية ومعبر الى قناة
السويس وجبل طارق.