• [. بيـت بـلا اعمـده .] •
احمد الشاب ذو الـ 25 عام بدى كالعاشق الهائم في مريم ابنة عمه التي تبلغ من العمر 22 عاما والتي كانت تبادله نفس الشعور
كانت اللقاءات العائليه بالنسبة لهما كاللحظات الحالمه التي ينتظرها كل منهما
كيف لا واسم مريم كلما اتى على مسامع احمد ازدادت دقات قلبه المشتاق ومريم التي كلما سمعت بخبر يخص احمد تكاد عيناها تغرق بالدموع شوقا اليه منتظرة ذلك اليوم الذي ستكون من نصيبه
وبعد قصة عشقهما الشهيره جمعهما الحب اخيرا في بيت الزوجية وبارك لهما الاهل هذا الزواج وتحقق الحلم الذي طال انتظاره ,, وفي ليلة الدخله سأل احمد زوجته مريم ماهو شعورك الآن بعد ان جمعنا القدر اخيرا فأجابت مريم ولون وجنتيها المحمر خجلا يكاد يطغى على لون البلاشر: اشعر بانني اسعد انسانه في هذه الدنيا وماكنت اطمع باكثر من هذا
فرد عليها احمد والفرحه بادية على وجه وقال: اما انا فاشعر بانني ملكت هذه الدنيا باكملها كيف لا وانتي بالنسبة لي كل الدنيا ,, اعتقد بانني اسعد انسان ايضا ولاتوجد فرحة توازي فرحتي
ثم ردت عليه مريم قائله: اذا اريدك ان تعدني ان نبقى معا للابد ولا شي يفرق بيننا الا الموت
فقال لها احمد : انا اعدك بذلك ,, كيف لي ان اتركك ؟!
اعتقد بان هذا ضرب من الجنون ..
ثم اكملا ليلتهما الورديه وتبادلا معا اطراف الحديث المغلف بالحب
مرت سنه ونصف على زواجهما ورزقهما الله بطفل جميل اسمياه خالد وكان هو الفرحه الاولى لابويه اللذان سعدا جدا لقدومه
ومرت السنوات الى ان اصبحت الاسره تتكون من 3 اطفال كالعصافير التي تغرد في سماء المنزل وتطرب الاسماع بالضحك تارة وبالبكاء تارة اخرى
ومن بعدها اصبح هدف الابوين هو الاستقلال في منزل يخصهما وحدهما بعد ان كانا يسكنان في شقة صغيره مؤجره
كانت مريم تساعد زوجها احمد في ادخار النقود لبناء البيت ذو المواصفات الملكيه ولكنها لم تخبره بذلك حيث ارادت ان تفاجأه بالمبلغ بعد الانتهاء من بناء البيت حيث ستقوم هي بتأثيثه
وفي احد الايام عاد احمد من دوام العمل واخبر زوجته بأنه حصل على بعثه لاحد الدول الاجنبيه وعلى اثرها سيزداد راتبه 30% ففرحت مريم بذلك الخبر كثيرا مع ان فرحتها كانت ممزوجه بالحزن لان ذلك سيعرضها لفراق زوجها لمدة تقارب السنه ولكنها فضلت سعادة الاسرة باكملها على سعادتها وحدها لذلك تقبلت الفكره بكل عقلانيه وتفهم واخذت باعداد لوازم السفر لزوجها الذي سيغادرهم بعد اسبوعين
وجاء موعد السفر اسرع من البرق وودع احمد عائلته وسافر الى هناك حيث المستقبل
وفي اول يوم بعد الفراق احست مريم بأن مسؤوليتها قد تضاعفت وان عليها الاعتناء وحدها بالمنزل ومن فيه اضافة لتحملها نار الشوق الذي خلفه فراق زوجها احمد
اما احمد فكان التركيز على عمله الجديد هو كل مايشغل باله حتى يتمكن بعد ذلك من تحقيق الاحلام المؤجلة
مرت الشهور وجميع الامور على مايرام الى ان ظهرت نانسي في حياة احمد بعد ان كانت موجوده في عشاء العمل الذي جمعهما مع الشركة الاجنبيه
وكانت نانسي هي الموظفه العربيه الوحيده في تلك الشركه مما جعل احمد يسألها للاستفسار عن حياتها وعملها هنا فما كان من نانسي الا اخباره بتفاصيل القصه حيث انها واسرتها يعيشون في هذه البلده منذ زمن طويل وان والدها من كبار الشخصيات الذين لهم صيت كبير في عالم التجارة والاعمال اما والدتها فتوفيت منذ 3 سنوات بعد صراع مع المرض وحاليا هي وحدها هنا حيث ان والدها قد عاد الى بلاده للتفاوض في مشاريع استثماريه هناك
وما ان انتهى الحديث بينهما حتى تبادلا العناوين تمهيدا للقاءات قادمه ..
وفعلا لم يمر يوم على لقاءهما الاول حتى التقيا مره اخرى في احدى الكافيهات الموجوده وكان الدور هذه المره على احمد كي يسرد حكايته حيث اخبر نانسي انه هنا من اجل العمل واكتساب الخبره وبعد عدة شهور سيعود مرة اخرى لبلاده ثم بدت نانسي تشتكي من الوحده وطلبت من احمد ان يستمر اللقاء بينهما الى حين موعد عودته فما كان من احمد الا الاستجابه لطلبها
ومن بعدها اصبحت اللقاءات شبه يوميه وحاولت نانسي ابداء الاهتمام باحمد ومحاولة جذبه نحوها ولم يكن مرادها صعب المنال حيث سرعان ماستجاب احمد لها وبدى كالمجنون عند رؤيتها
لم يعد قادرا على فراقها ولم يعد يتخيل حياته بدونها ,, كان مستعد للتضحيه بكل مايملك من اجلها الى درجه تغيره من ناحية زوجته مريم التي بدأت تشعر بانشغاله وابتعاده على غير العاده ولكنه كان يتعذر لها دائما بالانشغال والعمل للهروب من عتاباتها
مرت الايام واصبح احمد كالخاتم في اصبع نانسي الى ان جاءته يوما وهي في حالة ضيق شديده وعندما سألها احمد عن سبب ضيقها اجابت بأنها كانت تريد مالا من والدها الا انه اصر ان يرسل لها المال لاحقا بعد الانتهاء من صفقاته فما كان من احمد الا سؤالها عن المبلغ الذي تريده فرفضت نانسي اخباره الا ان احمد كان مصرا على ذلك فاخبرته وطلبت منه ان يعتبره كالدين الى ان يعود والدها وقال لها حسنا سيكون المبلع في حوزتك قريبا جدا
وبالفعل لم يتأخر وصول المبلغ اليها وبعد عدة اسابيع جائت نانسي غاضبه لاحمد واخبرته بأن والدها لايعيرها الاهتمام لما تطلبه وانها تريد شراء سياره جديده باسرع وقت لان سيارتها القديمه كثيرة الاعطال وانها لن تستطيع ان تراه دائما في هذه الحاله فما كان من احمد الى ان عرض عليها المساعده باعطاءها سيارته فرفضت وقالت بانها لاتستطيع قيادة الا المرسيدس وبدأت تتغيب عنه بالايام متحججه بالسياره الى ان قال لها احمد بأنه سيقرضها المال لشراء السياره وبالفعل قام بسحب كل مالديه من رصيد فالبنك بل وانه اضاف دينا على نفسه من اجل عيون نانسي
وحان اخيرا موعد العودة وودع احمد نانسي ووعدها بالعودة مجددا حين يعود والدها من السفر حتى يتقدم لخطبتها وعندما عاد اخيرا لبلاده
كانت مريم بانتظاره حيث وضعت في بالها سيناريو للحظه لقاءهما الذي انتظرته طويلا
ظلت واقفه واطفالها من وراها مستعدين لاستقبال الوالد الغائب الذي عاد اخيرا ولكن اللقاء كان باردا
لم تشعر مريم بذلك الحب الذي يكنه احمد لها ,, لم تشعر بحراره اللقاء ودفء المشاعر
حاولت ايهام قلبها بانه متعب من السفر وتركته حتى يرتاح
ثم ذهب احمد حتى يرتاح قليلا وبعد ان استيقظ ظنت مريم بانه سيبادلها اطراف الحديث
وسيحدثها عن شوقه لها ولابناءه الا ان ذلك كله لم يحدث وظل الصمت والهدوء هو المهيمن على الاجواء
بدت مريم كالمكسوره وشعرت بان شيئا ما يشغل بال زوجها احمد
لم تكلمه في هذا الموضوع بل فضلت ترك الخيار له متى ما اراد الحديث
بعدها خرج احمد من البيت حيث اخبر مريم بانه ذاهب لرؤية والديه ولكنه فالحقيقة كان يريد محادثه عشيقته نانسي التي لم تكن ترد على اتصالاته
جن جنون احمد ولم ييأس من محاولاته المستمره الا ان ردت عليه نانسي اخيرا واخبرته بانها لاتريد محادثته بعد الآن حيث ان لديه اسره يجب الاهتمام بها
فقال لها احمد : كيف تقولين ذلك ,, لابد ان فراقنا قد اثر على عقلك
فاجابت نانسي : هههههههههه ,, بل ان فراقنا جعلني مرتاحه اكثر لانني سئمت من التمثيل وايهامك بحبي
لم يصدق احمد ماسمعه وقال: لاشك بأنكي تمزحين ,, هل كنتي تكذبين علي طيلة تلك الفتره ؟!
لماذا فعلتي ذلك
فاجابت نانسي وهي ساخره: ههههههههه من اجل مالك طبعا ,, هل كنت تظن بانني سافرط بشخص ساذج و يمتلك المال هههههههههههههه
احمد: ماذا تقصدين ؟
هل يعني ذلك بانكي قمتي بسرقتي ؟
نانسي: هههههههه ,, لم اسرقك بل انت من اعطيتني المال برضاك وموافقتك
بقي ان اقول لك هذا الخبر ايضا ,, ليس لدي والد غني كما اوهمتك فوالداي توفيا منذ زمن وانا وحيده هنا
لذلك ان وجدت ما ارثه منها بعد زمن سأعيد لك مالك ههههههههههههههههههههههههه
ثم اقفلت السماعه في وجهه
لم يعجب ذلك الكلام احمد وعاود الاتصال بتلك المخادعه التي لم تكن تجيب على اتصالاته
مما جعل حالته النفسيه يرثى لها وعاد الى منزله والنار تشتعل في جوفه
سألته مريم عما حل به فأخذ يصرخ في وجهها لقد خدعتي تلك الحمقاء ,, سأنتقم منها واقتلها
لقد دمرت حياتي
وبان الذهول على وجه مريم التي ارادت معرفة تفاصيل القصه ولكن احمد كان في حاله هيستيريه ادخل على اثرها المستشفى وهنالك عرف الجميع بماحل به وكانت الصدمه لدى مريم التي لم تستوعب ماحل بزوجها
هل خانها فعلا مع اخرى ,, هل ضحى من اجل عشيقته وتخلى عن احلام اسرته
هل جعل نفسه تحت ديون طائله في سبيل ارضاء نانسي ؟!
خرجت مريم من المستشفى باكيه وعادت الى منزلها
ظن الجميع بأن مريم ستأخذ اغراضها وتعود الى منزل اهلها ولكن شيئا من ذلك لم يحدث
جميع من حولها وصفها بالغريبه ولكنها اصرت على فعلتها وبدى الصمت هو من يحكمها
وكانت الصدمة الكبرى هي مبادرتها لمساعدته وسداد ديونه من النقود التي ارادت ان تفاجأه بها من اجل بناء منزل الاحلام
ظن الجميع بأن مريم قد جنت ,, فأي حب هذا الذي يصمد بعد مافعله احمد
غضب الجميع من مريم ولكنها كانت راضيه عن مافعلته
الا ان جاء موعد خروج احمد من المستشفى والعوده لبيته حيث كان يفكر فيما سيقوله لمريم بعد كل الذي فعلته من اجله وهو في تلك المحنه القاسيه
رتب جميع عبارات الاعتذار والندم في مخيلته ودخل البيت معتقدا بانه سيجد من يحتضنه بحنانه بعد ان صفعته الدنيا اقوى صفعة في حياته فما كان امامه الا ورقه مكتوب فيها
" لقد رحلت انا واطفالي بلا عوده ,, قد تستغرب اذاً لما قمت بمساعدتك ولكنني ساريحك واجيبك على هذا السؤال ,, ليس لانك زوجي الذي تزوجته بعد قصة حب طويله وليس لانك والد اطفالي فانا لم اتذكر كل هذه الاشياء مثلما انت لم تتذكرها عندما قمت بخيانتي ,, السبب الوحيد وراء وقوفي معك هو انك ابن عمي وصلة القرابه تحتم علي مساعدتك لأن هذا هو ماتربيت عليه في بيت اهلي "
وبعد ان قرأ احمد تلك الكلمات ذهب باكيا لمنزل عمه يطلب العفو والصفح من مريم ولكنها لم ترضخ له ولم تضعف واصرت على قرارها
قال لها بانه سيصحح خطأه وذكرها بالمنزل الذي كانو يحلمون به وان حلمهما سيتحقق قريبا الا ان مريم صعقته بجوابها " لا اريد العيش في بيت بلا اعمده "
ثم ذهبت عنه وتركته وحيدا مصره على الطلاق وتم لها مارادت بعد ان باءت جميع محاولات احمد بالفشل[center]